ارآء العلماء (٢)





الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" قال إن محاولات الانتحار كما في حالة الشاب التونسي محمد البوعزيزي جاءت نتيجة الشعور بالظلم، ورأى معها بالتالي أن الحكام يتحملون المسئولية عما دفع بهؤلاء الشباب إلى الانتحار والتخلص من حياتهم. جاء ذلك في رده على سؤال لشاهد لبرنامج "الشريعة والحياة" على فضائية "الجزيرة" حول ما إذا كانت حالة محمد بو عزيزي وغيره التي أدت إلي ثورة تونس وسيلة استثنائية من وسائل جهاد الظلم أم انه نوع من أنواع الانتحار. وقال القرضاوي إن "من ينظر إلي الأمر برمته وبملابساته سيجد أن هناك عذرا لهذا الشاب وأمثاله، فالحكام جعلوا الشعب يعيش في أزمة نفسية"، معتبرا أنه "لم يكن حرا حينما اتخذ هذا القرار وكان يغلي داخليا من أنه حصل علي شهادة ولا يجد عملا ويجد أنه يحتاج إلي القوت ولا يجد قوت يومه". ودلل على ذلك بما ذكره الصحابي أبو ذر الغفاري حين قال "عجبت بمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج علي الناس شاهرًا سيفه"، معتبرا أن بوعزيزي الذي فجر انتحاره انتفاضة شعبية في تونس كان غير مالك لإرادته وفي غير وعيه داعيا الله له بالعفو والمغفرة. غير أن الداعية الإسلامي الشيخ يوسف البدري، عض
و المجلس الأعلى للشئون الإسلامية رأى أن الانتحار لا يجوز بأي حال من الأحوال. ودلل بما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم من أنه لم يصل على رجل منتحر، وقال للناس صلوا علي صاحبكم ورفض أن يُصلى عليه، موضحا أن الانتحار يعني عدم الرضا بقدر الله وعدم الصبر علي بلاء الله، ومعناه سوء الظن بالله، وبالتالي فالانتحار لأي دافع من الدوافع باطل شرعا. ووصف البدري من قاموا بالانتحار سواء في مصر أو تونس بأنهم ضعاف في مواجهة امتحان الله لهم وفقدوا إيمانهم وصبرهم، مشيرا إلى أن أي فتوى تبرر هذا العمل هي فتوى باطله لأنها تسوّل للناس أن يقتلوا أنفسهم. وأوضح أن الله تعالي خلق الإنسان ليمتحنه ويبتليه، فقال تعالي "ونبلوكم بالشر والخير فتنة"، فالإنسان خلق في الوجود ليمتحن بالشدائد والمرض والفقر والمال والصحة، فلا يجوز لأحد أن يقدم علي قتل نفسه مهما كان الأمر، معتبرا أنها جريمة أكبر من جرم قتل النفس المذنبة التي أوكل للحاكم الحكم عليها بالقتل إذا قتل نفسا أخرى أو ارتدت عن دينها، أو أن يكون زنا وهو محصن. وفي الوقت ذاته ناشد البدري النخبة الحاكمة وأولي الأمر محذرًا من أن ما "يحدث الآن إنذار لكم، فإذا أقدم إنسان على أن يحرق نفسه فإن هذا إنذارًا، لأنه سيأتي ليحرقكم إذا لم تعدلوا وتقسطوا"، وقال إن هذا يعني وجود "نار تحت الرماد"، وأن هذا "إنذار من الله لكم ولا تغتروا أنكم في قصوركم أنكم ناجون، حيث سيطولكم العقاب يوما ما ‘ن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة".  <p> </p><p>مارأي الدين في الأنتحار لأجل قضية وطنية ؟كلنا سمعنا وشاهدنا ماقام به البوعزيزي وغيره في الجزائر وموريتانيا ومصر من حرق أنفسهم ألم يحرم الإسلام الإنتحار وأن من يقتل نفسه خالد في النار !السؤال هل الإنتحار لأجل قضية وطنية مستثني من ذلك ونعتبره شهيد !؟ أفيدوني فأنا محتار؟؟؟  </p><p> </p>نقلت لكم من موقع العلامة إبن باز هذا المقال عن حكم الإنتحار :<p> </p><p> </p>حكم الانتحار <p>قرأت في كتاب النصيحة في الأدعية الصحيحة، عن ابن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلاً فليقل: اللهم أحييني ما دامت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي، أخرجه الإمام أحمد والبخاري ومسلم، والسؤال: هل يعني هذا الدعاء عدولاً عن الانتحار؟، وفي أي وقت من الصلاة يمكن أن يستجاب مثل هذا الدعاء؟ </p><p>نعم، ليس عليها الانتحار، ولا لغيرها الانتحار لضرٍ أصابها، ليس لمسلم أن ينتحر ولا لمسلمة أن تنتحر لضرٍ أصابهم من مرض أو من جراحات أو مضايقات أو فقر أو ما أشبه ذلك، بل الواجب الصبر ولا بأس بهذا الدعاء، أن يقول الإنسان في صلاته أو غيرها: (اللهم أحيني إذا كانت الحياة خيراً لي، وتوفي إذا كانت الوفاة خيراً لي)، وهذا من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، ثبت من وراية النسائي عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهذه الدعوات: (اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفي إذا كانت الوفاة خيراً لي)، وذكر دعوات أخرى. فالمقصود أن من دعوات النبياللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفي إذا كانت الوفاة خيراً لي)، وحديث أنس بن مالك الذي رواه البخاري ومسلم في الصحيحين، حديث عظيم وهو يدل على أنه لا حرج بالسؤال هذا: (اللهم أحيني ما دامت الحياة خيراً لي، وتوفي إذا كانت الوفاة خيراً لي)، وإذا دعاء بهذا الدعاء في السجود أو في آخر الصلاة قبل السلام فهو حسن؛ لأن السجود يستجاب فيه الدعاء، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء)، وهكذا الدعاء في آخر الصلاة، دعاء في محله والنبي - صلى الله عليه وسلم - أمر به لما علَّم أصحابه التحيات قال لهم بعد ما علمهم الشهادة ثم ليتخير من الدعاء ما يجمعه فيدعو، بعد ما علمهم التشهد قال : (ثم ليتخير من الدعاء أعجبهم إليه فيدعو)، فالمؤمن يدعو في آخر الصلاة مما يسر الله له من الدعوات الطيبة وهكذا في السجود.  </p><p>الرابط الخاص بهذا المقال : حكم الانتحار | الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز </p><p>الرئيس الاسبق للجنة الفتوى بالأزهر: حرق النفس حرام ولو كان الحاكم ظالما  </p><p> </p>اجتماع بالازهر الشريف <p> </p><p> </p>1/18/2011 5:02:00 PM<p> </p><p>مع تكرار سيناريو حرق النفس، في هذه الايام كوسيلة يتبعها بعض المواطنين للتعبير عن شعورهم بالضيق والتذمر من الوضع الاقتصادي والسياسي الذي تعيشه البلاد، وكمحاولة منهم للتغير، على غرار ما حدث في تونس وحرق الشاب محمد البوعزيزي لنفسه، والذي تحول فيما بعد الى عود الثقاب الذي اشعل فتيل الانتفاضة الشعبية هناك والتي اطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي، يظل السؤال المطروح، ما هو حكم الشريعة الإسلامية في هؤلاء الاشخاص؟، وهل بالفعل يجوز اعتبارهم شهداء؟ كلها اسئلة تحتاج الى اجابة.وعن حكم الشرع في مثل هذه المسائل، يقول فضيلة الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الاسبق: أنه لا يجوز لإنسان تحت أي ظرف من الظروف أن يقدم على الانتحار عن طريق أي وسيلة مهما كانت سواء الحرق أو الغرق أو الخنق، لان الانتحار هو قنوت من رحمة الله ، ولا ييأس من رحمة الله الا القوم الكافرين.وأضاف الأطرش: أنه لا يجوز تسمية من يقدم على الانتحار، سواء كان هذا الانتحار نتيجة ضيق مالي او تذمر من الاحوال الاقتصادية والسياسة بالبلد، بالشهيد فهو في النهاية كافر، وأمره مفوض لله واحد أن اراد عذبه، وأن شاء عفا عنه، فطالما يشهد أن لا الله الا الله وأن محمد رسول الله، فلا يصح أن يقوم بهذه الفعلة الشنعاء.وأوضح الأطرش أنه في بعض الاحيان يكون الفقر والضيق المالي، سبب من اسباب لدخول الجنة، والبعد عن المعاصي، من حديث عمرو بن عوف الأنصاري، وفيه يقول الرسول عليه السلام بعدما جاءه مال الجزية من البحرين وتعرض له أصحابه يريدون أن ينالوا ما لهم من حق في ذلك المال الذي أتي به من البحرين فقال لهم عليه الصلاة والسلام: (أبشروا وأملوا ما وصلكم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم، كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم".ورفض الأطرش اللجوء الي الانتحار حتي في حالة التذمر والضيق من الحكام وتفشي الفساد في البلاد فقد قال عبدالله بن عمر إذا كان الإمام عادلاً فله الأجر وعليك الشكر، وإذا كان الإمام جائراً فله الوزر وعليك الصبر"، وقال الله تعالي في كتابة العزيز "يا أيها الذين أمنوا لا تلقوا بأنفسكم الى التهلكة". <p> </p>السؤال  </p><p>ما حكم من قتل نفسه ونيته في ذلك طاعة الله؟.</p><p> </p><p> </p><p>الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: </p>فلا يجوز الإقدام على قتل النفس ـ الانتحارـ لأي سبب من الأسباب ومهما كانت نية صاحبه، لقول الله تعالى: وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا {النساء: 29}.<p> </p>ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: من قتل نفسه بحديدة فحديدته يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن شرب سماً فقتل نفسه، فهو يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تردى من جبل فقتل نفسه، فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً. رواه البخاري ومسلم.<p>فدل ذلك على أن قتل المرء نفسه كبيرة من أعظم الكبائر، وجريمة من أعظم الجرائم وأنه سبب للخلود في نار جهنم ـ والعياذ بالله تعالى ـ ولا يمكن أن تكون طاعة إلا للشيطان.</p><p>ورضى الله تعالى لا يطلب بمعصيته ومخالفة شرعه، وللمزيد انظر الفتويين: 59976، ورقم: 10397.</p><p>والله أعلم.</p><p> </p>

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، أما بعد:<p> </p>فالمشروع في حقِّ المؤمن إذا نزلت به قارعة أو أصابته مصيبة أن يصبر ويحتسب، ويقول ما علّمه إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّا لله وإنّا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها"، ويعلم يقيناً أن ما أصابه لم يكن ليخطئه: {ما أصاب من مصيبة إلاّ بإذن الله}، وليحذر من الضجر والتسخّط على قضاء الله وقدره، ولْيعلم أن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم؛ فمن رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط.<p> </p>أما الذي يبادر إلى الانتحار وإزهاق روحه وإتلاف نفسه فإنه مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب، مُتَوعَّدٌ على فعلها بالعذاب في النار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تردّى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلّداً، ومن وجأ بطنه بحديدة فقتل نفسه فهو في نار جهنم يجأ فيها خالداً مخلّداً، ومن تحسّى سُمّاً فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتحسّاه فيها خالداً مخلّداً"، وقال: "الذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعن نفسه يطعنها في النار"، وقال: "من قتل نفسه بشيء عُذِّب به في النار"، وكفى بذلك تهديداً ووعيداً لضعاف الإيمان، أولئك الذين يبادرون إلى قتل أنفسهم عند حلول الأزمات أو خوف المَثُلات، وقد أساءوا الظن بالله حين جهلوا أن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسراً، وأن رحمته جل جلاله سبقت غضبه.<p> </p><p>•• ومما يُذكر هاهنا أن كثيراً من الناس يظنون أن المنتحر كافر وأنه في النار مخلّدٌ حتماً، والصحيح أنه تحت مشيئة الله، إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له، وهو سبحانه لا يُسأل عما يفعل، يدل على ذلك الحديث الصحيح عن جابر رضي الله عنه أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هل لك في حصن حصين ومنعة؟ قال: لحصن كان لدوس في الجاهلية، فأبى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم للذي ذخر الله للأنصار، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو وهاجر معه رجل من قومه، فاجتووا المدينة (1)، فمرض فجزع، فأخذ مشاقص (2) له فقطع بها براجمه (3)، فشخبت يداه (4) حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه، فرآه وهيئته حسنة ورآه مغطياً يديه، فقال له: ما صنع بك ربك؟ فقال: "غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم"، فقال: مالي أراك مغطياً يديك؟ قال: "قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت".</p>فقصّها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم وليَدَيْهِ فاغفر"، وقد ترجم الإمام مسلم على هذا الحديث بقوله: (باب الدليل على أن قاتل نفسه لا يكفر).<p> </p>•• وعليه فإن قاتل نفسه تجري عليه أحكام موتى المسلمين، فيغسل ويكفن ويُصلّى عليه ويُدفن في مقابر المسلمين، ويُورث ماله، ويُدعى له بالرحمة، والله تعالى أعلم.

0 التعليقات:

لعبة من سيربح المليون لعبة زوما